تليجرام تريند الخليج
سياسة

طارق بيطار.. قاضي مرفأ بيروت الذي يسعى حزب الله لتنحيته

تصدّر اسم القاضي اللبناني “طارق بيطار” الإعلام الدولي بعد الأحداث العنيفة الأخيرة التي شهدتها بيروت خلال مسيرة ضد أفعاله والقرارات التي اتخذها في قضية تفجيرات مرفأ بيروت.

ودخل “البيطار” منذ تموز الماضي في مواجهة مع الطبقة الحاكمة في لبنان التي ترفض رفع الحصانة عن عدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين السابقين وتريد استجوابهم.

بيطار ليس له انتماء سياسي، فيما ينظر إليه أهالي الضحايا على أنه الرجل المناسب لهذه القضية، والشخص القادر على إنقاذ وجه النظام القضائي في البلاد، في وقت ترفض فيه القوى السياسية إجراء أي تحقيق دولي.

من هو طارق بيطار؟

هو قاض لبناني شغل في البداية منصب (قاضي جنائي فردي) في طرابلس من 2004 إلى 2010، ثم شغل منصب المدعي العام الاستئنافي في محافظة لبنان الشمالي حتى عام 2017.

بيطار، 46 سنة، من منطقة عكار في شمال لبنان، ويحظى بتقدير كبير من قبل زملائه.

ولا يبدو أن تهديدات الأحزاب السياسية تؤثر على قرار بيطار أو تطالبه بالتراجع، حتى بعد أن هاجمه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في أغسطس الماضي، وصرح إن “التحقيق مسيّس … بطريقة واضحة، أو على القضاء أن يجد قاضيا آخر “.

عائلات الضحايا، الذين يبحثون عن العدالة، ينظرون إلى طارق بيطار كقاض صارم حريص على كشف الحقيقة في قضية يعتبرها مهمة.

وصرح “بيطار” في مقابلة نادرة مع صحيفة (لوريان لوجور) اللبنانية، بعد أيام قليلة من تعيينه رئيسا للتحقيق في قضية انفجار الميناء في شباط الماضي، إن “موضوع الانفجار المزدوج في ميناء … بيروت مقدسة، المهم ابتداء من اليوم وانا ضامن لها “. ولدينا واجب تجاه الضحايا للوصول إلى الحقيقة “.

وأضاف “سأذهب إلى حيث يقودني القانون والحقيقة، ولن يوقفني شيء، ولا أعرف إلى أين سيقودني التحقيق، لكنني لن أتركه ينحرف”.

وتعرض البيطار لتهديد خطير، في وقت تسبب المأزق السياسي والقضائي في شل التحقيق في الكارثة التي خلفت 214 قتيلاً، بحسب أهالي الضحايا، وإصابة قرابة 6500 شخص.

جاء هذا التهديد على وجه التحديد من مسؤول كبير في حزب الله، الحركة السياسية العسكرية القوية الموالية لإيران.

وفي 23 سبتمبر / أيلول، أكد القاضي اللبناني تعرضه لهذه التهديدات في رسالة وجهها إلى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، بحسب وسائل إعلام لبنانية.

طلب عويدات من بيطار تعديل تقرير حول هذه التهديدات، والتي تم الكشف عنها لأول مرة على تويتر من قبل الصحفي إدموند ساسين، الذي يعمل في إل بي سي.

اوامر الاعتقال

وسعى بيطار لاستجواب أحد كبار السياسيين في البلاد، وزير المالية السابق علي حسن خليل، الذي قال إن كل الخيارات مفتوحة للتصعيد السياسي عندما سُئل خلال مقابلة قبل أيام عما إذا كان من الممكن لبعض الوزراء الاستقالة.

و “خليل” هو الذراع اليمنى لرئيس مجلس النواب “نبيه بري” الحليف المقرب لحزب الله. وصرح “خليل” لقناة الميادين إن مجريات التحقيق تنذر بدفع لبنان “نحو حرب أهلية”.

وفي سبتمبر الماضي أصدر “بيطار” مذكرة توقيف غيابية بحق وزير الأشغال السابق “يوسف فينيانوس”.

وأشار إصدار مذكرة التوقيف إلى احتمال قيام “البيطار” بخطوة مماثلة مع رئيس الوزراء الأسبق “حسان دياب”.

بينما سعى بيطار لاستجواب العديد من السياسيين المتحالفين مع حزب الله، لم يسع إلى استجواب أي من أعضاء الحزب.

ونفى جميع المسؤولين الذين طلب بيطار استجوابهم بشأن الإهمال ارتكابهم أي خطأ.

قبل أيام هاجم نصرالله “البيطار” مجددًا، وصرح إن المحقق الرئيسي في تفجير ميناء بيروت المدمر “منحاز ومسيس”، ودعا صراحة إلى تغييره، قائلاً إنه يريد قاضيًا نزيهًا.

تليجرام تريند الخليج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى