السعودية ستجذب الأعمال والمهارات لسنوات عديدة مقبلة
أكد الرئيس العالمي لأبحاث الأسواق الناشئة في بنك HSBC، الدكتور مرات أولغن، أنه على الرغم من التحديات على الساحة العالمية، تبرز كل من السعودية والإمارات كدول مفضلة للاستثمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليس فقط بسبب ارتفاع أسعار النفط، وإنما بسبب الإصلاحات التي طبقت والتي تجعل من الدولتين وتحديدا السعودية جاذبة لقطاع الأعمال وللمهارات.
وقال أولغن في لقاء مع “العربية”، إن بعض مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعد من المناطق المفضلة لنا للاستثمار، مشير إلى أن التحديات العالمية كثيرة ومن الأصعب منذ فترة طويلة.
وأضاف أن “هناك مسألة النمو العالمي والتضخم المستمر والبنوك المركزية التي تشدد السياسة النقدية، كما لا نشهد فقط زيادة بتكلفة التمويل عالميا، وإنما أيضا التمويل المتاح عالميا على تراجع مع توجه البنوك المركزية لامتصاص السيولة والتخفيف من ميزانياتها”.
وأشار أولغن إلى أن الصين ليست كما في السابق من حيث النمو ولا تقوم بدعم الاقتصاد العالمي من خلال السلع والتجارة إضافة إلى التعقيدات الناجمة عن الحرب.
وأوضح أن هناك تحديات كثيرة، ومن منطلق هذه الأجواء المعقدة، فإن بعض مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كالسعودية والإمارات أدائهما جيد جدا ليس فقط بسبب ارتفاع أسعار النفط وإنما بسبب التحول الحاصل”، مضيفا: “أنا أزور المنطقة مرة كل سنة على الأقل وشاهد على هذا التغير”.
وذكر أن المنطقة تعاملت مع كورونا بشكل جيد جدا، لافتا إلى أنه “رغم ارتفاع أسعار النفط نرى أن الحكومة لا تزيد الإنفاق كما في السابق وإنما تقوم بتجميع الإيرادات وتطبيق الإصلاحات من الناحية المالية مثل إصلاحات ضريبة القيمة المضافة والضريبة على الشركات”.
وقال أولغن: “ما يحمسني في المنطقة هو المنافسة بين السعودية والإمارات لجذب المهارات والأعمال وهذا يحسن من بيئة الأعمال”.
وأضاف: “بالتالي هناك مناطق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نظرتنا لها بناءة ونفضلها من الناحية الاستثمارية، حيث إن السعودية والإمارات تبرزان في هذا المجال”.
وتابع أولغن: “من الواضح أن السعودية طبقت إصلاحات اقتصادية واجتماعية وهي تحسن بيئة الأعمال وتجذب المستثمرين من حول العالم،وفي هذه البيئة التي تشهد سيولة قليلة وارتفاع تكلفة التمويل وأسعار الفائدة، نرى أن السعودية إذا أذكر جيدا قامت بنحو 70 اكتتابا أوليا أي أكثر من طرح كل أسبوع وهذا أمر ملفت جدا”.
وقال إن السعودية تبرز كقصة قوية وبناءة ليس فقط على المدى القصير وإنما من الناحية الهيكلية بسبب التحول الذي سيجذب الأعمال والمهارات لسنوات عديدة مقبلة.
