ساعة هارون الرشيد – تريند الخليج

كانت فترة خلافة هارون الرشيد فترة ازدهار للخلافة العباسية خاصة و العالم الإسلامي اجمع.

حتي ان تلك الحقبة تعد من العصور الذهبية في التاريخ الإسلامي.

بغداد و آه على بغداد

و كانت بغداد و هي عاصمة الخلافه منبرا للعلم و الفنون في الشرق و العالم بأسره.

فتسابقت الدول و الإمبراطوريات على التحالف مع تلك الخلافة المزدهرة و المتطورة.

و ذلك أمرا طبيعيا، اذ تتطلع الدول لتطوير نفسها بتحالفات مع من هم اكثر منهم علما و تطورا.

كان هذا هو حال الإمبراطورية الرومانية و التي كانت تحت إمرة الامبراطور شارلمان الفرنسي.

كما كان هناك العديد من اوجه التبادل و المراسلات بين الخلافة العباسية و الإمبراطورية الرومانية فيما يضمن مصلحة كلتا الدولتين.

هارون و شارلمان

فكان من كرم الخليفة العباسي هارون الرشيد أن أرسل لشارلمان هدية عبارة عن ساعة ضخمة.

و التي ربما تكون أول ساعة عرفتها أوروبا.

وقف الرجل و من معه في حالة انبهار أمام ذلك البناء الضخم و الذي يصل ارتفاعه لأربعة أمتار.

صنعت من النحاس الاصفر، و بتقنية من المؤكد انه كانت تجهلها أوروبا في ذاك الزمان.

حيث كانت تعمل بالقوه المائية، و التي تحركها الجاذبية الأرضيه.

فكلما دقت الساعة تسقط إحدى الكرات المعدنية بفعل حركة المياه.

و لو كانت الساعة الواحدة تسقط كرة واحدة و ان اشارت الساعة إلى الثانية سقطت كرتان، و هكذا حتى الثانية عشر.

ليس هذا فحسب، فكلما أشارت الساعة الى زمن معين خرج منها فارس يدور فيما حولها او اثنان او اكثر حتى اثنتا عشرة فارس.

فكانت معجزة صنعت بمنتهى الدقة و الحرفية.

ساعة شيطانية!

و ظن الرهبان و الكهنه من حول شارلمان أنها مسكونة و تعمل بأمر من الجن، و ان هدف تلك الهدية الخبيثه هو التحكم في ملك الامبراطور و زوال حكمه.

فأشعلوا النار في رأس إمبراطورهم حتى دفعوه لتحطيمها ليعلم ما يدور بداخلها.

فما كان لهم الا خيبة الأمل فلم يجدوا فيها ما يفهموه او يستغربوه.

ثم ندم الرجل

ندم شارلمان علي فعلته و نصحه من حوله بمخاطبة الخليفة العباسي هارون الرشيد طالبا منه ان يبعث له من يصلحها، بعد ان فشلت كل محاولات امهر صناع أوروبا في اصلاحها.

لكن الرجل رفض ذلك و وجد فيه من الاحراج ما يمنعه من طلب مثل ذلك.

و هنا نقول صدقت يا  عصام يا شوالي حين قلت

” و اسألوا شارلمان عن ساعة هارون الرشيد”.